للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ﴾ الآية (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثنى الأعمشُ، عن عُمارةَ بن عميرٍ، عن وهبِ بن ربيعةَ، عن عبدِ اللَّهِ بن مسعودٍ، قال: إنى لمستتِرٌ بأستارِ الكعبةِ، إذ دخَل ثلاثةُ نفرٍ؛ ثقفيٌّ وخِتناه قُرَشِيَّان، قليلٌ فقهُ قلوبِهما، كثيرةٌ شحومُ بطونِهما، فتحدَّثوا بينَهم بحديثٍ، فقال أحدُهم: أتَرى اللَّهَ يسمعُ ما قلنا؟ فقال الآخرُ: إنه يسمعُ إذا رفَعنا، ولا يسمعُ إذا خفَضنا. وقال الآخرُ إن كان يسمعُ منه شيئًا فإنه يسمعه كلَّه، قال: فأتَيتُ رسولَ اللَّهَ ، فذكَرتُ ذلك له، فنزَلت هذه الآيةُ: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ﴾، فقرأ حتى بلَغ: ﴿وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ (٢).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثنى منصورٌ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنحوِه (٣).

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)﴾.

يقولُ تعالى ذكره: وهذا الذي كان منكم في الدنيا، من ظنِّكم أن اللَّهَ لا يعلمُ كثيرًا مما تعمَلون من قبائحٍ أعمالِكم ومساوئِها - هو ظنُّكم الذي ظَننتم بربِّكم في


(١) أخرجه الطيالسي (٣٦١)، والطبراني (١٠١٣٩) من طريق قيس به.
(٢) أخرجه مسلم (٢٧٧٥)، وأبو يعلى (٥٢٤٥) من طريق يحيى بن سعيد به، وتفسير سفيان ص ٢٦٥، ومن طريقه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٨٥، وأحمد ٧/ ٢٦٥، ٢٧٢ (٤٢٢١، ٤٢٣٨)، والترمذي عقب (٣٢٤٩)، والطحاوى في المشكل (١٢٩)، والطبراني في الكبير (١٠١٣٢).
(٣) أخرجه النسائي (١١٤٦٨ - كبرى عن محمد بن بشار به، وأخرجه أحمد ٧/ ٢٧٢، ٢٧٣ (٤٢٣٨)، والبخارى (٤٨١٧)، ومسلم (٢٧٧٥) / ٥، وأبو يعلى (٥٢٤٦)، والطحاوى في المشكل (١٣٠) من طريق يحيي به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٢ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.