للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السماء حجارةً من سِجِّيلٍ، ﴿فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾. يقولُ: فساء ذلك المطرُ مطرُ القوم الذين أنذرهم الله عقابه، على معصيتهم إياه، وخوَّفهم بأسه، بإرسال الرسول إليهم بذلك.

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩)﴾.

يقولُ تعالى ذكره لنبيه محمدٍ : قل يا محمد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ على نعمه علينا، وتوفيقه إيَّانا لما وفَّقنا من الهداية، ﴿وَسَلَامٌ﴾. يقولُ: وأَمَنَةٌ منه من عقابِه الذي عاقب به قوم لوطٍ (١) وصالح (٢). الذين اصطفاهم. يقولُ: الذين اجتباهم لنبيِّه محمدٍ ، فجعلهم أصحابه ووزراءه على الدين الذي بعثه بالدعاء إليه، دونَ المشركين به، الجاحدين نُبوَّةَ نبيِّه.

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا طَلْقٌ - يعنى ابنَ غَنَّامٍ (٣) - عن ابن ظُهَيرٍ (٤)، عن السُّدِّيِّ، عن أبي مالكٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾. قال: أصحاب محمدٍ، اصْطَفاهم الله لنبيه (٥).


(١) بعده في م: "قوم".
(٢) بعده في م: "على".
(٣) في ص، ف: "عنام". وينظر تهذيب الكمال ١٣/ ٤٥٦.
(٤) في ت ١: "ظهيرة". وينظر تهذيب الكمال ٧/ ٩٩.
(٥) أخرجه البزار (٢٢٤٣ - كشف) من طريق طلق بن غنام به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٠٦ من طريق الحكم بن ظهير به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١١٣ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.