حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثورٍ، عن معمر، عن قتادةَ: ﴿اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ﴾. قال: استؤصلتْ من فوق الأرضِ (١).
﴿مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾. يقولُ: ما لهذه الشجرة من قَرارٍ، ولا أصلٍ في الأرضِ تَثْبُتُ عليه وتقومُ، وإنما ضُربت هذه الشجرةُ، التي وصفها الله بهذه الصفة لكفْرِ الكافر وشركه به، مثلًا، يقولُ: ليس لكفر الكافرِ وعمله الذي هو معصيةُ الله في الأرضِ ثباتٌ، ولا له في السماءِ مَصْعَدٌ؛ لأنَّه لا يَصْعَدُ إِلى اللَّهِ منه شيءٌ.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثني محمد بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾: ضرَب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر، يقولُ: إن الشجرةَ الخبيثة اجتُثتْ من فوق الأرضِ، ﴿مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾. يقولُ: الكافرُ لا يُقبل عمله، ولا يَصْعَدُ إلى الله، فليس له أصلٌ ثابتٌ في الأرضِ، ولا فرعٌ في السماءِ. يقول: ليس له عملٌ صالحٌ في الدنيا ولا في الآخرة.
حدثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيد، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٤٢ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٧٨ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.