للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونهَى عن الغفلةِ. أما ﴿بِالْغُدُوِّ﴾: فصلاة الصبح، ﴿وَالْأَصَالِ﴾: بالعَشِيِّ (١).

القولُ في تأويل قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)﴾.

يقول تعالى ذكره: لا تَستَكبر أيها المستَمِعُ المنصتُ للقرآن عن (٢) عبادة ربك، واذكره إذا قُرئَ القرآنُ تَضَرُّعًا وخيفةً، ودون الجهر من القول، فإن الذين عند ربِّك من ملائكته لا يستكبرون عن التواضع له والتَّخَشُّع، وذلك هو العبادةُ.

﴿وَيُسَبِّحُونَهُ﴾. يقولُ: ويعظمون ربَّهم بتواضعهم له وعبادتهم، ﴿وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾. يقولُ: واللَّهِ يُصلُّون، وهو سجودهم، فصلوا أنتم أيضًا له، وعظِّموه بالعبادة كما يفعله من عندَه مِن ملائكته.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٤٧، ١٦٤٨ من طريق يزيد به مفرقًا، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٤٦ عن معمر، عن قتادة بآخره، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥٧ إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "من".