للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ قَبْلِهِمْ﴾. يريدُ مَن قاتل الأنبياءَ مِن قبلِهم.

وقولُه: ﴿وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾. يقولُ: وقد أنزَلْنا دلالاتٍ مُفَصَّلاتٍ، وعلاماتٍ مُحكَماتٍ، تدلُّ على حقائقِ حدودِ اللَّهِ.

وقولُه: ﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ولجاحِدِي تلك الآياتِ البيِّناتِ التي أنزَلناها على رسولِنا محمدٍ ومُنكرِيها - عذابٌ يومَ القيامةِ، ﴿مُهِينٌ﴾. يعني: مُذِلٌّ في جهنمَ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦)﴾.

يقولُ تعالى ذكره: وللكافرين عذابٌ مهينٌ في يومِ يَبعَثُهم اللَّهُ جميعًا (١) مِن قبورِهم لموقفِ القيامةِ، فَيُنبِّئُهم اللَّهُ بما عَمِلوا، ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: أَحْصَى اللَّهُ ما عَمِلوا، فعدَّه عليهم وأَثْبَته وحَفِظه، ونَسِيه عامِلوه، ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾. يقولُ: وَاللَّهُ جلّ ثناؤُه على كلِّ شيءٍ عَمِلوه وغيرِ ذلك من أمرِ خَلْقِه ﴿شَهِيدٌ﴾. يعني: شاهدٌ، يعلمُه ويُحيطُ به، فلا يَعْزُبُ عنه شيءٌ منه.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧)﴾.


(١) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يوم يبعثهم الله جميعا"، وبعده في م: "وذلك يوم يبعثهم الله جميعا". وهو تكرار.