للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن كعبٍ ومحمدِ بن قيسٍ في قول الله: ﴿وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾. قالا: خيرٌ (١) منك إن أُطيع، وأبقى منك عذابًا إِنْ عُصِى (٢).

القولُ في تأويل قوله جلَّ ثناؤه: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه مخبرًا عن قيل السحرة لفرعونَ: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ﴾ مِن خلقه ﴿مُجْرِمًا﴾. يقولُ: مُكتسبًا الكفر به، ﴿فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ﴾. يقولُ: فإِنَّ له جهنَّمَ مأوًى ومسكنًا، جزاءً له على كفره، ﴿لَا يَمُوتُ فِيهَا﴾ فَتَخْرُجَ نفسُه، ﴿وَلَا يَحْيَى﴾ فتَسْتَقِرَّ نفسُه في مَقَرَّها فَتَطْمَئِنَّ، ولكنها تتعلَّق بالحَناجر منهم،

﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا﴾. [يقولُ: ومن يقدَم على ربِّه] (٢) موحِّدًا له لا يُشْرِكُ به، ﴿قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ﴾. يقولُ: قد عمل بما أمره به ربُّه، وانْتَهى عما نهاه عنه، ﴿فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾. يقولُ: فأولئك الذين [تلك صفتُهم] (٣)، لهم درجاتُ الجنةِ العُلَى.

القولُ في تأويل قوله جلَّ ثناؤه: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾. ثم بيَّن تلك الدرجاتِ العُلى ما هي، فقال: هن ﴿جَنَّاتُ


(١) في ص، م، ت ١، ف: "خيرا".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠٣ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٣، ف.