للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَدْعون بالوَيْلِ فيها لا خلاقَ لهم … إلا سرابيلُ مِن قِطْرٍ (١) وأغلالُ

يعنى بذلك: لا نصيبَ لهم ولا حظَّ إلا السرابيلُ [والأغلالُ] (٢).

فكذلك قولُه: ﴿مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾: ما له في الدارِ الآخرةِ حظٌّ من الجَنةِ، من أجلِ أنه لم يكنْ له إيمانٌ ولا دينٌ ولا عملٌ صالحٌ يجازَى به الجنةَ ويثابُ عليه، فيكونَ له حظٌّ ونصيبٌ من الجنةِ. وإنما قال جلَّ ثناؤه: ﴿مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾. فوصَفه بأنه لا نصيبَ له في الآخرةِ، وهو يعنى به: لا نصيبَ له من جزاءٍ وثوابٍ وجنةٍ، دونَ نصيبِه من النارِ؛ إذ كان قد دلَّ بذمِّه (٣) جلَّ ثناؤه أفعالَهم التى نفَى من أجلِها أن يكونَ لهم في الآخرةِ نصيبٌ، على مرادِه من الخيرِ، وأنه إنما يعنى بذلك أنه لا نصيبَ لهم فيها من الخيراتِ، فأما من الشرورِ فإن لهم منها (٤) فيها [أنصباءَ وأنصباءَ] (٥).

القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤه: ﴿وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢)﴾.

قد دلَّلنا فيما مضَى قبلُ على أن معني: ﴿شَرَوْا﴾: باعُوا (٦). فمعنى الكلامِ إذن: ولبئسَ ما باع به نفْسَه مَن تعلَّم السحرَ لو كان يعلمُ سوءَ عاقبتِه.

كما حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ:


(١) القطر: النحاس الذائب. تاج العروس (ق ط ر).
(٢) زيادة من: م، ت ١، ت ٣.
(٣) في م: "ذمه".
(٤) سقط من: م.
(٥) في م، ت ١، ت ٣: "نصيبا".
(٦) ينظر ما تقدم في ص ٢٤٥.