للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكونُ للمشركين بربِّهم عهدٌ وذِمَّةٌ عندَ اللهِ وعندَ رسولِه، يُوَفَّى لهم به، ويُتْرَكوا مِن أجلِه آمِنِين يَتَصَرَّفون في البلادِ؟ وإنما معناه: لا عهدَ لهم، وأن الواجبَ على المؤمنين قَتْلُهم حيثُ وجَدوهم، إلا الذين أُعْطُوا العهد عندَ المسجدِ الحرامِ منهم، فإن الله، جلَّ ثناؤُه، أمر المؤمنين بالوفاءِ لهم بعَهْدِهم، والاستقامةِ لهم عليه، ما داموا عليه للمؤمنين مُسْتَقِيمِين.

واختلَف أهلُ التأويلِ في الذين عُنُوا بقولِه: ﴿إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾.

فقال بعضُهم: هم قومٌ [مِن جَذِيمةَ بن الدُّئِلِ] (١).

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ﴾: هم بنو جذيمةَ بن الدُّئِلِ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن محمدِ بن عَبَّادِ بن جعفرٍ قولَه: ﴿إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾. قال: هم


(١) في تفسير ابن أبي حاتم ٦/ ١٧٥٦: "جذيمة بن فلان" وفى الدر المنثور ٣/ ٢١٤: "خزيمة بن فلان". والمثبت موافق لما في البحر المحيط ٤/ ١٢؛ ولم أجد هذه القبيلة في أنساب العرب، والأقرب أنها: "جذيمة بن عامر بن عبد بن مناة بن كنانة أولاد عم لبنى الدئل بن بكر بن عبد مناة". وينظر جمهرة أنساب العرب ص ١٨٤، ١٨٧. وينظر طبعة شاكر ١٤/ ١٤١.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٥٦ (١٠٠٩٤) من طريق أحمد بن مفضل به.