للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُبارِي عِتاقًا (١) ناجياتٍ (٢) وأتْبَعت … وَظِيفًا وظيفًا (٣) فوقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

يعني بالموْرِ الطريقَ، وبالمعبدِ المذللَ الموطوءَ (٤). ومِن ذلك قيل للبعيرِ المذلَّلِ بالركوبِ في الحَوائجِ: معبَّدٌ. ومنه سُمِّي العبدُ عبدًا لذلتِه لمولاه. والشواهدُ على ذلك مِن أشعارِ العربِ وكلامِها أكثرُ مِن أن تُحْصَى، وفيما ذكَرْناه كفايةٌ لمن وُفِّق لفهمِه إن شاء اللَّهُ تعالى.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)﴾.

قال أبو جعفرٍ: ومعنى قولِه: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾: وإيَّاك يا (٥) ربَّنا نَسْتَعِينُ على عبادتِنا إياك وطاعتِنا في (٦) أمورِنا كلِّها، لا أحدًا سواك، إذ كان مَن يَكْفُرُ بك يَسْتَعِينُ في أمورِه معبودَه الذي يَعْبُدُه مِن الأوثانِ دونك، فنحن بك نَسْتَعِينُ في جميعِ أمورِنا، مُخْلِصِين لك العبادةَ.

كالذي حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: حدَّثنا بشرُ بنُ عُمارةَ، قال: حدَّثنا أبو رَوْقٍ، عن الضحاكِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عباسٍ: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال: إياك نَسْتَعِينُ على طاعتِك وعلى أمورِنا كلِّها (٧).


(١) العتاق: الإبل النجيبة الكريمة. اللسان (ع ت ق).
(٢) الناجية: الناقة السريعة تنجو بمن ركبها. الصحاح (ن ج و).
(٣) الوظيف: من رسغى البعير إلى ركبتيه في يديه، وأما في رجليه فمن رسغيه إلى عرقوبيه. اللسان (و ظ ف).
(٤) في ص: "الموطن".
(٥) سقط من: م، ت ٢، ت ٣.
(٦) في م، ت ٢، ت ٣: "لك وفي"
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩ (٣٠) من طريق أبي كريب به.