للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ﴾. قال: حينَ صبَرو للَّهِ بما [يحبُّه اللَّهُ] (١) فقدَّموه. وقرَأ: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾ حتى بلَغ: ﴿وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا﴾ [الإنسان: ١٢ - ٢٢]. وصبَروا عما كرِه اللَّهُ وحرَّم عليهم، وصبَروا على ما ثَقُل عليهم وأحَبَّه اللَّهُ، فسلَّم عليهم بذلك. وقرَأ: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.

وأما قولُه: ﴿فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار﴾. فإن معناه إن شاء اللَّهُ كما حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال ثنا عبدُ الرزاقِ، عن جعفرٍ، عن أبي عِمْرانَ الجَوْنيِّ في قولِه: ﴿فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار﴾. قال: الجنةُ مِن (٢) النارِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وأمَّا: ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ﴾. ونَقْضُهم ذلك خِلافُهم أمرَ اللَّهِ، وعَمَلُهم بَمَعْصِيتِه، ﴿مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ﴾. يقولُ: مِن بعدِ ما وَثَّقوا على أنفسِهم للَّهِ أن يَعْمَلوا بما عهِد إليهم، ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾. يقولُ: ويَقْطَعون الرحمَ التي أمَرَهم اللَّهُ بَوصْلِها، ﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾. وإفسادُهم فيها عملُهم فيها (٣) بمعاصى اللَّهِ، ﴿أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ﴾. يقولُ: فهؤلاء لهم اللعنةُ، وهى البُعدُ مِن رحمتِه، والإقصاءُ مِن جَنابِه (٤)، ﴿وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾.


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "يحبون".
(٢) في ت ١، ت ٢، س، ف: "و".
(٣) سقط من: م.
(٤) في م: "جنانه"، وفى ت ١، ت ٢: "جناته"، وفى ف: "حياته"، وغير منقوطة في ص.