للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما المناكبُ فإنهم كالأعوانِ يكونون مع العُرَفاءِ، واحدُهم مَنْكِبٌ.

وكان بعضُ أهلِ العلمِ بالعربيةِ (١) يقولُ: هو الأميُن الضامنُ على القومِ.

فأما أهلُ التأويلِ فإنهم قد اخْتَلَفوا بينَهم في تأويلِه؛ فقال بعضُهم: هو الشاهدُ على قومِه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾: مِن كُلِّ سِبْطٍ رجلٌ شاهدٌ على قومِه (٢).

وقال آخرون: النقيبُ الأمينُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حُدِّثْتُ عن عمارِ بن الحسنِ، قال: ثنا ابن أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ، قال: النُّقباءُ الأُمناءُ (٣).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابن أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ مثلَه.

وإنما كان اللَّهُ عزّ ذكرُه أمَر موسى نبيَّه ببعثِه النُّقباءَ الاثنَىْ عشَرَ مِن قومِه بنى إسرائيلَ إلى أرضِ الجَبابرةِ بالشامِ ليتحسَّسوا (٤) لموسى أخبارَهم إذ أراد هلاكَهم، وأن يُوَرِّثَ أرضَهم وديارَهم موسى وقومَه، وأن يَجْعَلَها مَساكنَ لبنى إسرائيلَ بعدَ ما أنجاهم مِن فرعونَ وقومِه، وأخْرَجَهم مِن أرضِ مصرَ، فبعَث موسى الذين أمَرَه اللَّهُ


(١) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ١/ ١٥٦.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٦٧ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٦٧ إلى المصنف.
(٤) في ف، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ليتجسسوا".