للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باتَتْ تُناصِى (١) الفَلَكَ الدَّوَّارَا

وإذا كان كلُّ ما دار في كلامِها فلكًا (٢)، ولم يكنْ في كتابِ اللهِ، ولا في خبرٍ عن رسول اللهِ ، ولا عمَّن يَقْطَعُ قولُه العُذْرَ، دليل يدلُّ على أيِّ ذلك هو مِن أيِّ، كان الواجبُ أن نقولَ فيه ما قال، ونَسْكُتَ عمَّا لا علمَ لنا بهِ.

فإذ كان الصوابُ في ذلك مِن القولِ ما ذكَرْنا، فتأويلُ الكلامِ: والشمسُ والقمرُ، كلُّ ذلك في دائرٍ يَسْبَحون.

وأما قولُه: ﴿يَسْبَحُونَ﴾. فإن معناه: يَجْرون.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾. قال: يَجْرون (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿يَسْبَحُونَ﴾. قال: يَجْرون (٤).

وقيل: ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾. فأخرَج الخبرَ عن الشمسِ والقمرِ مُخرَجَ


(١) في م: "تناجي".
(٢) سقط من: م، ف.
(٣) تفسير مجاهد ص ٤٧١.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣١٨ إلى المصنف وابن أبي حاتم.