للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خبرًا من اللهِ عنهم أنهم أشرَكوا اللهَ (١) بشيءٍ، فيجوزَ لنا توجيهُ معنى قولِه: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ إلى: والذين هم بالشيطانِ مشركو اللهِ. فبيِّنٌ إذنْ إذ كان ذلك كذلك، أن الهاءَ فى قولِه: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ﴾ عائدةٌ على الربِّ في قولِه: ﴿وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١)﴾.

يقولُ تعالَى ذكرُه: وإذا نَسَخْنا حكمَ آيةٍ، فَأَبْدَلْنَا مَكانَه حكمَ أُخْرَى، ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾. يقولُ: واللهُ أعلمُ بالذى هو أصْلَحُ لخَلْقِه فيما يبدِّلُ ويغيِّرُ من أحكامِه، ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ﴾. يقولُ: قال المشركون باللهِ المكذِّبو رسولِه، لرسولِه: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ﴾ يا محمدُ ﴿مُفْتَرٍ﴾، أَي: مُكْذَبٌ، تَتَخَرَّصُ بِتَقَوُّلِ الباطلِ على اللهِ. يقولُ اللهُ تعالَى ذِكْرُه: بل أكثرُ هؤلاء القائلين لك يا محمدُ: إنما أنتَ مفترٍ. جُهَّالٌ بأن الذى تأتِيهم به من عندِ اللهِ، ناسخِه ومنسوخِه، لا يعلَمون حقيقةَ صحتِه.

وبنحوِ الذي قلنا فى تأويلِ قولِه: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ﴾، قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، وحدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، وحدَّثني المُثَنَّى، قال: أخبَرنا إسحاقٌ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، عن


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "بالله".