للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: التهجُّدُ ما كان بعد العشاءِ الآخِرةِ (١).

حُدِّثتُ عن عبدِ اللَّهِ بن صالحٍ، عن الليثِ، عن جعفرِ بن ربيعةَ، عن الأعرجِ، عن كَثيرِ بن العباسِ، عن الحجاجِ بن عمرٍو، قال: إنما التهجُّدُ بعدَ رقْدةٍ (٢).

وأما قولُه: ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾. فإنَّه يقولُ: فَضْلًا (٣) لك عن فرائضِك التي فرَضتُها عليك.

واخْتُلِف في المعنى الذي من أجلِه خُصَّ بذلك رسولُ اللَّهِ ، مع كونِ صلاةِ كلِّ مصلٍّ بعدَ هجودِه، إذا كان قبلَ هجودِه قد كان أدَّى فرائضَه، نافلةً فَضْلًا (٤)، إذ كانت غيرَ واجبةٍ عليه؛ فقال بعضُهم: معنى خصوصِه بذلك: هو أنها كانت فريضةً عليه، وهى لغيرِه تطوُّعٌ، وقيل له: أقِمْها نافلةً لك. أي: فضلًا لك من الفرائضِ التي فرَضتُها عليك عمَّا فرَضتُ على غيرِك.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمِّي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾: يعنى بالنافِلةَ أنها للنبيِّ خاصَّةً، أُمِر بقيامِ الليلِ وكُتِب عليه (٥).


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ١٠٠ عن الحسن.
(٢) أخرجه ابن قانع في معجمه ١/ ١٩٥ من طريق عبد الله بن صالح به، وأخرجه الطبراني في الأوسط (٨٦٧٠) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث وابن لهيعة، عن جعفر به، وفى الكبير (٣٢١٦) من طريق ابن لهيعة، عن جعفر به، وأخرجه ابن أبي خيثمة - كما في تلخيص الحبير ٢/ ١٦ - من طريق الأعرج به.
(٣) في م، ت ١، ت ٢، ف: "نقلًا".
(٤) في م: "نقلًا".
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٩٦ إلى المصنف وابن أبي حاتم وابن مردويه، وقال الحافظ في الفتح ٣/ ٣: وإسناده ضعيف.