للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله فوهُ إلى في، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردُّوننى عنها (١).

وقوله: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾. يقول: إنَّ عملَكم لمختلفٌ أيُّها الناسُ؛ لأن منكم الكافر بربِّه، والعاصى له في أمره ونهيه، والمؤمنَ به، والمطيع له في أمرِه ونهيه.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾. يقولُ: مختلِفٌ (٢).

وقوله: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾. جوابُ القسمِ، والكلامُ: والليل إذا يغشى، إن سعيَكم لشتَّى. وكذلك قال أهلُ العلمِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: وقَع القسمُ ههنا: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾ (٢).

قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فأَمَّا مَن أَعْطى منكم أيُّها الناسُ في سبيل الله، ومَن أمَره الله بإعطائِه من مالِه، وما وهَب له من فضلِه، واتقَى الله واجتنَب محارمَه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا حميدُ بن مَسْعَدةَ، قال: ثنا بشرُ بن المفضلِ، قال: ثنا داودُ (٣)،


(١) أخرجه مسلم (٨٢٤/ ٢٨٣) من طريق جرير به، وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (١١٧) من طريق مغيرة به.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٨ إلى المصنف.
(٣) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عن عامر".