للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن [المغيرةِ بن مِقْسَم] (١) الضَّبِّيِّ، عن إبراهيمَ بن يزيدَ النَّخَعِيِّ أبى عمرانَ، عن علقمةَ بن قيسٍ أبى شبلٍ أنه أتى الشامَ، فدخَل المسجدَ فصلَّى فيه، ثم قام إلى حَلْقَةٍ فجلَس فيها، قال: فجاء رجلٌ. قال (٢): فعرَفتُ فيه (٣) تَحوُّشَ (٤) القومِ وهَيْئَتِهم (٥) له، فجلَس إلى جَنْبِى، فقلتُ: الحمدُ للهِ، إنى لأرجو أن يكونَ اللهُ قد استجاب دعوتى. فإذا ذلك الرجلُ أبو الدرداءِ، فقال: وما ذاك؟ فقال علقمةُ: دعوتُ الله أن يرزُقَنى جليسًا صالحًا، فأرجو أن تكونَ أنت. قال: مِن أين أنت؟ فقلتُ: من أهلِ الكوفةِ - أو (٦): من أهلِ العراقِ [ثَمَّ؟ قال: من أهلِ الكوفة] (٧) - فقال أبو الدرداءِ: ألم يكنْ فيكم صاحبُ النعلينِ والوِسادِ والمِطْهَرَةِ؟ يعنى عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ. أو لم يكنْ فيكم الذي أُجِير على لسانِ النبيِّ مِن الشيطانِ؟ يعنى عمارَ بنَ ياسرٍ. أو لم يكنْ فيكم صاحبُ السرِّ الذي لا يعلمُه غيرُه، أو أحدٌ غيرُه؟ يعنى حُذيفةَ بنَ اليمانِ. ثم قال: أيُّكم يحفَظُ كما كان عبدُ اللهِ يقرأُ؟ قال: فقلتُ: أنا. قال: اقرأ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾. قال علقمةُ: [فقرأتُ: ﴿الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾ (٨). فقال أبو الدرداءِ: والذي لا إلهَ إلا هو، لهكذا أقرأنِيها


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢ ت ٣: مغيرة عن مقسم". وينظر تهذيب الكمال ٢٨/ ٣٩٧.
(٢) في م: "إلى".
(٣) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "في".
(٤) في ص: "عوس"، وفى ت ١، ت ٣: "نحوس"، وفى ت ٢: "تحوس". وتحوش القوم: انقباضهم، وقال القاضي: ويحتمل أن يريد الفطنة والذكاء، يقال: رجل حوشى الفؤاد. أي: حديده. صحيح مسلم بشرح النووى ٦/ ١١٠ - وتحرُّس القوم - بالسين - تأهبهم وتشجُّعهم. النهاية ١/ ٤٦٠.
(٥) في الأصل: "هشهم"، وفى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "هيبتهم".
(٦) في الأصل: "و".
(٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "من الكوفة".
(٨) في الأصل: "فقلت والذكر"، وفى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فقرأت الذكر".