للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأَتقَاكُم عندَ اللَّهِ، وأكْرمِكم عندَه، ذو خبرةٍ بكم وبمصالِحكم، وغيرِ ذلك من أمورِكم [وأمورِ (١) غيركم من خلقِه، فاتَّقوه، فإنه] (٢) لا تَخْفَى عليه خافيةٌ.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: قَالَتِ ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ (٣) مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: قالت الأعرابُ: صدَّقنا باللَّهِ ورسولِه، فنحنُ مؤمنون. قال اللَّهُ لنبيِّه محمدٍ : قلْ يا محمدُ لهم: لم تُؤمنوا، ولَسْتم مؤمنين، ولكن قولوا: أسلمنا.

وذُكر أن هذه الآيةَ نزَلت في أعرابِ (٤) بني أسدٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوِله: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا﴾. قال: أعرابُ بني أسدِ بنِ خُزَيمةَ (٥).

واختلَف أهلُ التأويلِ في السببِ الذي من أجلِه قيل للنبيِّ : قلْ لهؤلاء الأعرابِ: [قولوا: أسلَمْنا] (٦)، ولا تقولوا: آمَنَّا. فقال بعضُهم: إنما أُمِر


(١) في الأصل: "لأمور".
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) في ت ٣: في هذا الموضع وما سيأتي من مواضع: "يألتكم"، وسيأتي بيان أنها قراءة في ص ٣٩٣.
(٤) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "من".
(٥) تفسير مجاهد ص ٦١٢، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٩٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٦) في الأصل: "آمنا"، وفي ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أسلمنا".