للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آياتِ اللَّهِ ما أبانَ لهم الحقَّ، وأَوضحَ لهم السبيلَ.

وقد قيل: إن الهاءَ والميمَ في قولِه: ﴿مِنْ بَعْدِهِمْ﴾. من ذكرِ موسى وعيسى.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا بشرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ يقولُ: من بعدِ موسى وعيسى (١).

حُدِّثْتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابن أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ قولَه: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾. يقولُ: من بعدِ موسى وعيسى (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (٢٥٣)﴾.

يعنى تعالى ذكرُه بذلك: ولكنِ اختلَف هؤلاءِ الذين مِن بعدِ الرسلِ لَمَّا لم يشأ اللهُ مِنهم تعالى ذكرُه ألَّا يَقْتَتِلُوا، فاقْتَتَلُوا من بعدِ ما جاءتْهم البَيِّنَاتُ من عندِ ربِّهم، بتحريمِ الاقتتالِ والاختلافِ، وبعدِ ثبوتِ الحُجّةِ عليهم بوَحْدانيةِ اللهِ ورسالةِ رسلِه ووَحْي كتابِه، فكفَر باللهِ وبآياتِه بعضُهم، وآمَن بذلك بعضُهم. فأخبَر تعالى ذكرُه


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٢٢، إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٨٥ (٢٥٦٢) من طريق ابن أبي جعفر به.