للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾. قال: قال ابنُ عباسٍ: ولا تَمِيلوا إلى الذين ظلَموا (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾. يقولُ: لا تَلْحَقوا بالشركِ، وهو الذى خرَجْتُم منه (٢).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخْبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾. قال: الركونُ الإِدْهانُ. وقرَأ: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾. قال: تَرْكَنُ إليهم، ولا تُنْكِرُ (٣) عليهم الذي قالوا، وقد قالوا العظيمَ مِن كفرِهم باللهِ وكتابِه ورسلِه. قال: وإنما هذا لأهلِ الكفرِ وأهلِ الشركِ، وليس لأهلِ الإسلامِ، أما أهلُ الذنوبِ مِن أهلِ الإسلامِ، فاللهُ أعلمُ بذنوبِهم وأعمالِهم، ما يَنْبَغى لأحدٍ أن يُصالَحَ على شيءٍ مِن معاصى اللهِ، ولا يُرْكَنَ إليه فيها (٤).

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ : ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ يا محمدُ، يعني: صَلِّ، ﴿طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾. يعني: الغداةَ والعشيَّ.

واخْتَلَف أهلُ التأويلِ فى التى عُنِيَت بهذه (٥) الآيةِ مِن صَلواتِ العَشِيِّ، بعدَ


(١) عزاه السيوطي فى الدر المنثور ٣/ ٣٥١ إلى المصنف وابن المنذر. وذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٢٨٤ عن ابن جريج عن ابن عباس.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٦/ ٢٠٩٠ من طريق سعيد به.
(٣) فى ت ١، س، ف: "تركن".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٩٠ من طريق آخر عن ابن زيد به، دون آخره.
(٥) فى ت ١، ت ٢: "به هذه".