للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدُّهنُ الذى هو من ثمره الزيتُ.

كما حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنى معاوية، عن عليٍّ، عن ابنِ عباس قوله: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾. يقولُ: هو الزيتُ يُؤكلُ ويُدَّهَنُ به (١).

وقولُه: ﴿وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾. يقولُ: تَنْبُتُ بالدُّهْنِ وبصِبْغٍ للآكِلين، يُصْطَبَعُ بالزيت الذى يأكلونه.

كما حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابنُ وَهْبٍ، قال: قال ابن زيد في قولِه: ﴿وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾. قال: هذه (٢) الزيتونُ صِبْغٌ للآكلين، يَأْتَدمون به، ويَصْطبِغون به (٣).

قال أبو جعفر: فـ "الصِّبْغُ" عطفٌ على "الدُّهْنِ".

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢)﴾.

يقول تعالى ذكره: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ﴾ أيها الناسُ ﴿فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً﴾ تَعْتَبِرُون بها، فتَعْرِفون بها أَيادِىَ الله عندكم، وقدرته على ما يشاءُ، وأنَّه الذى لا يَمتَنِعُ عليه شيءٌ أَراده، ولا يُعْجِرُه شيءٌ شاءه، ﴿نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا﴾ من اللبنِ الخارجِ من بينِ الفَرْثِ والدم، ﴿وَلَكُمْ﴾ مع ذلك ﴿فِيهَا﴾. يَعنى: في الأنعام، ﴿مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ﴾. وذلك كالإبل التي يُحْمَلُ عليها، ويُرْكَبُ ظهرُها، ويُشْرَبُ دَرُّها، ﴿وَمِنهَا تَأْكُلُونَ﴾. يعنى من لحومها تأكلون.

وقوله: ﴿وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾. يقولُ: وعلى الأنعامِ وعلى السفنِ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) في م: "هذا".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨ إلى المصنف وابن أبي حاتم.