للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾. يقولُ عزّ ذِكرُه: أصل هذه الشجرةِ ثابتٌ في الأرضِ. ﴿وَفَرْعُهَا﴾ وهو أعلاها ﴿في السَّمَاءِ﴾ يقولُ: مُرتفعٌ عُلُوًّا نحو السماءِ.

وقوله: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾. يقولُ: تُطْعِمُ ما يُؤكَلُ منها من ثمرها، كُلَّ حينٍ بأمرِ ربِّها. ﴿وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ﴾ يَقولُ: ويُمثِّلُ اللَّهُ الأمثال للناس، ويُشبِّه لهم الأشباهَ. ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ يَقولُ: لِيَتَذَكَّروا حُجَّةَ الله عليهم، فيعتبروا بها ويتَّعِظوا، فيَنْزَجروا عما هم عليه من الكفر به إلى الإيمان. وقد اختلف أهل التأويل في المعنى بالكلمة الطيبة؛ فقال بعضُهم: عَنَى بها إيمان المؤمن.

ذِكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى المُثَنَّى، قال: ثنا عبد الله بن صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿كَلِمَةً طَيِّبَةً﴾: شهادة أنْ لا إلهَ إلا الله. ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ﴾: وهو المؤمنُ، ﴿أَصْلُهَا ثَابِتٌ﴾ يقولُ: لا إله إلا الله ثابت في قلبِ المؤمن، ﴿وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ يقولُ: يُرفَعُ بها عملُ المؤمن إلى السماءِ (١).

حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس: ﴿كَلِمَةً طَيِّبَةً﴾، قال: هذا مَثَلُ الإيمانِ؛ فالإيمانُ: الشجرة الطيبة، وأصله الثابتُ الذي لا يزولُ: الإخلاصُ للهِ. وفرعُه في السماءِ، فرعُه: خشيةُ اللَّهِ.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال


(١) أخرجه الطبراني في الدعاء (١٥٩٨)، والبيهقى في الأسماء والصفات ١/ ٢٧٢، ٢٧٣ (٢٠٦)، من طريق عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٧٥ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.