الرحمنُ لا يَقْدِرُ أَحدٌ مِن خلقه خطابه يومَ القيامة، إلا مِن أذن له منهم، وقال صوابًا
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدِّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنُ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا﴾. قال: كلامًا (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا﴾: أي: كلامًا.
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا﴾. قال: لا يَمْلِكون أن يُخاطبوا الله، والمخاطِبُ المُخاصِمُ الذي يُخاصِمُ صاحبه.
وقولُه: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ﴾. اخْتَلَف أهلُ العلم في معنى الروحِ في هذا الموضعِ؛ فقال بعضُهم: هو مَلَكٌ مِن أعظمِ الملائكة خَلْقًا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ خلفٍ العَسْقَلانيُّ، قال: ثنا رَوَّادُ بنُ الجَرَّاحِ، عن أبي حمزةَ، عن الشعبيِّ، عن علقمةَ، عن ابن مسعودٍ، قال: الرُّوحُ مَلَكٌ في السماءِ الرابعةِ، هو
(١) تفسير مجاهد ص ٦٩٦. وأخرجه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٥٩ - من طريق ورقاء به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٠٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.