للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بن عمرَ (١)، قال: كان له فُسْطاطان؛ أحدُهما في الحِلِّ، والآخرُ في الحرمِ، فإذا أرادَ أن يُعاتِبَ أهلَه عاتَبهم في الحِلِّ (٢)، فسُئِل عن ذلك، فقال: كُنَّا نُحدَّثُ أن مِن الإلحادِ فيه أن يقولَ الرجلُ: كلا واللَّهِ، وبلى واللَّهِ (٣).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يعقوبُ، عن أبي رِبْعيٍّ، عن الأعمشِ، قال: كان عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ (٤) يقولُ: لا واللَّهِ، وبلى واللَّهِ، مِن الإلحادِ فيه.

قال أبو جعفرٍ: وأَولى الأقوالِ التي ذكَرناها في تأويلِ ذلك بالصوابِ القولُ الذي ذكَرناه عن ابن مسعودٍ وابنِ عباسٍ، مِن أنه معنيٌّ بالظُّلْمِ في هذا الموضعِ كلُّ معصيةٍ للَّهِ. وذلك أن اللَّهَ عَمَّ بقولِه: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾. ولم يَخْصُصْ به ظلمًا (٥) دونَ ظلمٍ في خبرٍ ولا عقلٍ، فهو على عمومِه. فإذ كان ذلك كذلك، فتأويلُ الكلام: ومَن يُرِدْ في المسجدِ الحرامِ بأن يَمِيلَ بظلمٍ، فيَعْصِيَ اللَّهَ فيه، نُذِقه يومَ القيامةِ مِن عذابٍ مُوجِعٍ له.


(١) في ص، م، ت ١، ف، وابن أبي شيبة: "عمرو".
(٢) في ت ٢، ف: "الآخر".
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ص ٢٨٥ (القسم الأول من الجزء الرابع) عن محمد بن جعفر به. وأخرجه أحمد بن منيع - كما في المطالب العالية (٤٠٤٧) - من طريق منصور به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٥٢ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٤) في م: "عمرو".
(٥) في م: "ظلم".