للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون: عُنِى بذلك جيشٌ يُخْسَفُ به (١) ببَيْداءَ من الأرضِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا يعقوبُ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ في قولِه: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ﴾. قال: هم الجيشُ الذين (٢) يُخْسَفُ بهم بالبَيْدَاءِ، يَبْقَى منهم رجلٌ يُخْبِرُ الناس بما لَقِيَ أصحابُه (٣).

حدَّثنا عصامُ بنُ رَوَّادِ بن الجَرَّاحِ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا سفيانُ بنُ سعيدٍ، قال: ثنى منصورُ بنُ المُعْتَمِرِ، عن رِبْعِيِّ بن حِراشٍ، قال: سَمِعتُ حُذَيفةَ بنَ اليَمانِ يقولُ: قال رسولُ اللهِ ، وذكر فتنةً تكونُ بينَ أهلِ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، قال: "فبينما هم كذلك، إذ خرَج عليهم السُّفْيانيُّ من الوادى اليابِسِ، في فَوْرِه ذلك، حتى يَنْزِلَ دمشقَ، فيُبْعَثَ جيشَيْن؛ جيشًا إلى المَشْرِقِ، وجيشًا إلى المدينةِ، حتى يَنْزِلوا بأرضِ بابِلَ في المدينةِ الملعونة والبقْعَةِ الخَبيثةِ، فيَقْتُلون أكثرَ مِن ثلاثةِ آلافٍ، ويَبْقُرون بها أكثرَ مِن مائةِ امرأةٍ، ويَقْتُلون بها ثلاثمائةِ كَبْشٍ (٤) مِن بنى العباسِ، ثم يَنْحَدِرون إلى الكوفةِ فيُخَرِّبون ما حولَها، ثم يَخْرُجون مُتَوَجِّهين إلى الشأمِ، فتَخْرُجُ رايةُ هدًى (٥) من الكوفةِ، فتَلْحَقُ ذلك الجيشَ منها على لَيْلَتَيْن (٦) فيَقْتُلُونهم، لا يُفْلِتُ


(١) في م، ت ١، ت ٢: "بهم".
(٢) في م، ت ١، والتبيان: "الذي".
(٣) ذكره الطوسى في التبيان ٨/ ٣٧٤، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٤١ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) كبشُ القومِ: رئيسُهم وسيِّدُهم. لسان العرب (ك ب ش)
(٥) في النسخ: "هذا". والمثبت من مصدرى التخريج؛ لموافقته للسياق. و "راية هذا" يمكن أن تكون: "رايةٌ هذَّاءُ"؛ في لسان العرب (هـ ذ أ): وسيفٌ هَذَّاءٌ: قاطع. وعلى ما ذكرناه، إلا أنه بعيد، لذا أثبتنا من مصدرى التخريج "هدى".
(٦) في م: "الفئتين"، وفى ت ١: "البنيتين"، وفي ت ٢: "النبيين".