للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تخلَّفوا وكذَبوا، ويفرَحون بذلك، ويرَون أنها حِيلةٌ احتالوا بها (١).

وقال آخرون: بل عُنى بذلك قومٌ من أحبارِ اليهودِ كانوا يفرَحون بإضلالِهم الناسَ، ونسبةِ الناس إيَّاهم إلى العلمِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن محمدِ بن أبى محمدٍ مولى زيدِ بن ثابتٍ، عن عكرمة مولى ابن عباسٍ، أو سعيدِ بن جُبيرٍ: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ إلى قوله: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾: يعنى فِنْحاصَ وأشيعَ وأشباهَهما من الأحبارِ الذين يفرَحون بما يُصيبون من الدنيا على ما زيَّنوا للناس من الضلالة، ﴿وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾: أن يقول لهم الناسُ: علماءُ. وليسوا بأهل علمٍ، لم يحملوها (٢) على هُدًى ولا خيرٍ، ويحبُّون أن يقولَ لهم الناس: قد فعلوا (٣).

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا يونسُ بن بُكيرٍ، قال: ثنا محمدُ بن إسحاق، قال: ثنى محمدُ بنُ أبى محمدٍ مولى زيدِ بن ثابتٍ، عن عكرمةَ، أنه حدَّثه عن ابن عباسٍ بنحوِ ذلك، إلا أنه قال: وليسوا بأهل علمٍ، لم يحملوهم على هُدًى (٤).

وقال آخرون: بل عُنى بذلك قومٌ من اليهودِ فرِحوا باجتماعِ كلمتهم على تكذيبِ محمدٍ ، ويحبُّون أن يُحْمَدوا بأن يقال لهم (٥): هم أهلُ صلاة وصيامٍ.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٠٩ إلى المصنف.
(٢) في م: "يحملوهم".
(٣) سيرة ابن هشام ١/ ٥٥٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٣٨، ٨٤٠ (٤٦٤٠، ٤٦٥٠) من طريق سلمة به بدون ذكر سعيد بن جبير.
(٤) جزء من الأثر المتقدم في ص ٢٧٨، ٢٧٩.
(٥) في الأصل: "لكم".