للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسيرُ السورةِ التى يُذكَرُ فيها المائدةُ

القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾.

قال أبو جعفرٍ محمدُ بنُ جريرٍ : يعنى جلَّ ثناؤُه بقولِه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: يا أيها الذين أقرُّوا بوحدانيةِ اللهِ وأَذْعَنوا للَّهِ (١) بالعبودةِ، وسلَّموا له الألوهةَ، وصدَّقوا رسولَه محمدًا فى نبوَّتِه، وفيما جاءهم به من عندِ ربِّهم من (٢) شرائعِ و دينهِ، ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾. يعنى: أَوْفُوا بالعهودِ التى عاهدتموها ربَّكم، والعقودِ التى عاقدتموها (٣) إيَّاه، وأَوْجَبتم بها على أنفسِكم حقوقًا، وألزَمتم بها أنفسَكم للهِ فروضًا، فأتِمُّوها بالوفاءِ والكمالِ والتمامِ منكم للهِ بما اَلْزَمكم بها، ولمن عاقدتموه منكم بما أو جَبتُموه له بها على أنفسِكم، ولا تَنْكُثوها فتَنْقُضوها بعدَ توكيدِها.

واخْتَلف أهلُ التأويلِ فى "العقودِ" التى أمَر اللهُ جلّ ثناؤُه بالوفاءِ بها بهذه (٤) الآيةِ، بعدَ إجماعِ جميعِهم على أن معنى العقودِ العهودُ؛ فقال بعضُهم: هي العقودُ التي كان أهلُ الجاهليةِ عاقَدَ بعضُهم بعضًا على النصرةِ


(١) سقط من ت ٢، وفى ص، م: "له".
(٢) في الأصل: "ومن".
(٣) في الأصل: "عاهدتموها".
(٤) بعده في الأصل: "فى هذه".