للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ قولَه: ﴿وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾. قال: بالعذابِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (٤٠)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ولقد أتَى هؤلاء الذين اتَّخذوا القرآنَ مهجورًا على القريةِ التي أمْطَرها الله مطَرَ السَّوْءِ، وهى سَدُومُ؛ قريةُ قومِ لوطٍ، ومَطَرُ السَّوْءِ هو الحجارةُ التي أمْطَرها اللهُ عليهم، فأهْلَكهم بها.

كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ: ﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ﴾. قال: حجارةً، وهي قريةُ قومِ لوطٍ، واسمُها سَدُومُ. قال ابن عباسٍ: خمسُ قرياتٍ، فأَهْلَك اللهُ أربعةً، وبقِيَت الخامسةُ، واسمُها صعوة (١)، لم تُهْلَك صعوة (١)، كان أهلُها لا يَعْمَلون ذلك العملَ، وكانت سَدُومُ أعظمَها وهى التي نزَل بها لوطٌ، ومنها بُعِث، وكان إبراهيمُ يُنادى نصيحةً لهم: يا سَدُومُ، يومٌ لكِ (٢) من اللهِ، أنهاكم أن تَعَرَّضوا لعقوبةِ اللهِ. زعموا أن لوطًا ابن أخى إبراهيمَ صلواتُ اللهِ عليهما (٣).

وقولُه: ﴿أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا﴾. يقول جلَّ ثناؤُه: أفلم (٤) يَكُنْ هؤلاء المشركون الذين قد أتَوْا على القريةِ التي أُمْطِرَت مَطَرَ السَّوْءِ يَرَوْن تلك القريةَ، وما نزَل بها من عذابِ اللهِ بتكذيبِ أهلها رسلَهم، فيَعْتَبِروا ويَتَذَكَّروا، فيُراجِعوا


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "سعر". وفى البحر المحيط: "زغر". وينظر ما تقدم في ١٢/ ٥٣٧.
(٢) في م: "لكم".
(٣) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٦/ ٤٩٩.
(٤) في م: "أولم".