للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال قتادةُ فى ذلك ما حدَّثنا الحسنُ بن يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾. قال: نجا بصدقه (١).

وقولُه: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا﴾. يقولُ: ووهبنا لموسى رحمةً منا أخاه هارونَ نبيًّا. يقولُ: أيَّدناه بنبوَّتِه، وأعنَّاه بها.

كما حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابنُ عليةَ، عن داودَ، عن عكرمةَ، قال: قال ابنُ عباسٍ قوله: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا﴾. قال: كان هارونُ أكبرَ من موسى، ولكنْ أراد، وهَبَ له نبوَّتَه (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه جلّ ثناؤه: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه : واذكُرْ يا محمدُ في هذا الكتابِ إسماعيلَ بنَ إبراهيمَ، فاقصُصْ خبرَه، إنَّه كان لا يكذِبُ وعدَه ولا يُخلِفُ، ولكنَّه كان إذا وعَد ربَّه أو عبدًا من عبادِه وعدًا، وفَّى به.

كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ قولَه: ﴿إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ﴾. قال: لم يعِدْ ربَّه عِدَةً إلا أنجَزها له (٣).

حدَّثنا يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبَرنا عمرُو بنُ الحارثِ، أَنَّ سهلَ بنَ عقيلٍ، حدَّثه أنَّ إسماعيلَ النبىَّ وعَد رجلًا مكانًا أن يأتيَه، فجاء ونسِىَ الرجلُ، فظلَّ بهِ إسماعيلُ، وبات حتى جاء الرجلُ من الغدِ فقال: ما برحتَ


(١) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٩، وينظر تفسير ابن كثير ٥/ ٢٣٣.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٣٣ عن المصنف، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٢٧٣ إلى ابن أبي حاتم.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ف. والأثر عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٢٧٣ إلى ابن المنذر.