للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلقِه كهيئتِهم يومَ قبَضهم (١) بعد البِلَى، فيَعْلَموا أنَّ وَعْدَ اللَّهِ [خلقَه أنَّه باعثُهم من قبورِهم بعد بَلائِهم، ومحييهم بعد فنائِهم، [كما بدَأهم] (٢) أولَ مرةٍ] (٣) حقٌّ، ويُوقِنوا أنَّ الساعةَ آتيةٌ لا ريبَ فيها.

وبنحوِ الذي قلنا في معنى ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ﴾. يقولُ: أَطْلَعْنا عليهم؛ ليعلَمَ من كذَّب بهذا الحديثِ أَنَّ وعدَ اللَّهِ حقٌّ، وأنَّ الساعةَ آتيةٌ (٤) لا ريبَ فيها.

وقولُه: ﴿إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ﴾. يعنى الذين أُعْثِروا على الفتيِة. يقولُ تعالى: وكذلك أعْثَرْنا هؤلاء المختلِفين في قيامِ الساعةِ وإحياءِ اللَّهِ الموتَى بعدَ مماتِهم من قومِ تيذوسيسَ، حينَ يَتنازَعُون بينهم أمرَهم فيما الله فاعلٌ بمن أفْناه من عبادِه فأبْلاه في قبرِه بعدَ مماتِه، أمُنْشِئُهم (٥) هو أم غيرُ مُنْشِئِهم.

وقولُه: ﴿فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا﴾. يقولُ: فقال الذين أعْثَرْناهم على أصحابِ الكهفِ: ابْنُوا عليهم بُنيانًا، ﴿رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ﴾. يقولُ: رَبُّ الفتيةِ أعلمُ بالفتيةِ وشأنِهم.


(١) في ص: "قبضتهم".
(٢) في ف: "كإبدائهم".
(٣) سقط من: م.
(٤) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف.
(٥) في ص: "منشئهم".