للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مجاهدٌ وابنُ عباسٍ جميعًا: المصباحُ وما فيه مثلُ فؤادِ المؤمن وجوفِه؛ المصباحُ مثلُ الفؤادِ، والكَوَّةُ مثلُ الجوفِ.

قال ابن جريجٍ: ﴿كَمِشْكَاةٍ﴾: كوةٍ غيرِ نافذةٍ.

قال ابن جريجٍ: وقال ابن عباسٍ قولَه: ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾. يعنى: إيمانُ المؤمنِ وعملُه.

وقال آخرون: بل ذلك مثلٌ للقرآنِ في قلبِ المؤمنِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عليةَ، عن أبي رَجاءٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ﴾. قال: ككَوَّةٍ، ﴿فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ﴾ (١).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ في قولِ اللهِ: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ﴾: نورِ القرآنِ الذي أنْزَل على رسولِه وعبادِه، فهذا مثلُ القرآنِ، ﴿كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ﴾. فقرَأ حتى بلَغ: ﴿مُبَارَكَةٍ﴾ فهذا مثلُ القرآنِ، يُسْتَضاءُ به في نورِه ويَعْلَمونه ويَأْخُذون به، وهو كما هو، لا يَنْقُصُ، فهذا مثلٌ ضرَبه اللهُ لنورِه. وفى قولِه: ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾. قال: الضوءُ إشراقُ ذلك الزيتِ، والمشكاةُ التي فيها الفَتيلةُ التي في المصباحِ، والقناديلُ تلك المصابيحُ (٢).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٩٤ من طريق ابن علية، وعنده: مثل القرآن في القلب. وهو موطن الشاهد.
(٢) أخرج أوله ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٩٤ عن يونس، عن ابن وهب، عن عبد الله بن عياش زيد بن أسلم. وأخرج آخره في ٨/ ٢٦٠٢ من طريق أصبغ، عن ابن زيد.