للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السدىِّ: أما قولُه: ﴿وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ﴾. فيقولون: حرامٌ أن نُطْعِمَ إلا مَن شِئْنا (١).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخْبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ﴾: نَحْتَجِرُها على مَن نُرِيدُ وعمَّن لا نُرِيدُ، ﴿لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ﴾. قال: إنما احْتَجَروا ذلك لآلهتِهم، وقالوا: لا يَطْعَمُها إلا مَن نَشاءُ بزعمِهم. قالوا: نَحْتَجِرُها عن النساءِ ونَجْعَلُها للرجال (٢).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ بنِ الفرجِ، قال: سمِعْتُ أبا معاذٍ، قال: ثنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمعتُ الضحاكَ يقولُ فى قولِه: ﴿أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ﴾: أَمَّا ﴿حِجْرٌ﴾. يقولُ: محرَّمٌ. وذلك أنهم كانوا يَصْنَعون في الجاهليةِ أشياءَ لم يَأْمُرِ اللهُ بها، كانو يُحرِّمون مِن أنعامِهم أشياءَ لا يَأْكُلونها، ويَعْزِلون مِن حَرْثِهم شيئًا معلومًا لآلهتهم، ويقولون: لا يَحِلُّ لنا ما سمَّيْنا لآلهتنا.

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ﴾: ما جعَلوه للهِ ولشركائِهم.

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣٨)﴾.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٤/ ١٣٩٤ (٧٩٢٦) من طريق أحمد بن المفضل به.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٩٣، ١٣٩٤ (٧٩٢٥، ٧٩٢٧) من طريق أصبغ بن الفرج، عن ابن زيد.
(٣) تفسير مجاهد ص ٣٢٩.