للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ﴾. قال: الجنةِ (١).

وقال آخرون: عندَ سِدْرةِ المنتهى.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني جعفرُ بنُ محمدٍ البُزُورِيُّ من أهلِ الكوفةِ، قال: ثنا يعلى بنُ عبيدٍ، عن الأجلحِ عن الضحاكِ قال: إذا قُبِض رُوحُ العبدِ المؤمنِ عُرِج به إلى السماءِ، فينطلِقُ معه المقرَّبون إلى السماءِ الثانيةِ. قال الأجلحُ: قلتُ: وما المقرَّبون؟ قال: أقربُهم إلى السماءِ الثانيةِ. فينطلِقُ معه المقرَّبون إلى السماءِ الثالثةِ، ثم الرابعةِ، ثم الخامسةِ، ثم السادسةِ، ثم السابعةِ، حتى يُنتهى به إلى سِدْرةِ المنتهى. قال الأجلحُ: قلت للضحاكِ: لِمَ تسمَّى سِدْرةَ المنتهى؟ قال: لأنه يَنْتَهِى إليها كلُّ شيءٍ مِن أَمرِ اللَّهِ لا يعدُوها. فيقولون: ربِّ، عبدُك فلانٌ. وهو أعلمُ به منهم، فيبعثُ اللَّهُ إليه (٢) بصَكٍّ مختومٍ يؤمِّنُه من العذابِ، فذلك قولُ اللَّهِ: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (١٩) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾ (٣).

وقال آخرون: بل عُنِى بالعِليين: في السماءِ عندَ اللَّهِ.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في الإتقان (٢/ ٥٤) - من طريق أبى صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٣٢٦) إلى ابن المنذر.
(٢) في م: "إليهم".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٣٢٦) إلى عبد بن حميد، وذكر آخره القرطبي في تفسيره (١٩/ ٢٦٢) عن الأجلح به.