للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرَّبيعِ، عن أبي العاليةِ، قال: بأعمالِهم (١).

وقال آخرون: بل مَعْناه: يومَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بكتابهم الذي أَنْزَلْتُ عليهم بأمرى (٢) ونَهْيِى.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: سَمِعتُ - يَعْنى (٣) - ابن زيدٍ في قولِ اللهِ ﷿: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾. قال: بكتابِهم الذي أُنزِل عليهم فيه أمرُ الله ونَهْيُه وفَرائِضُه، والذي عليه يُحاسبون. وقَرَأ: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: ٤٨]. قال: الشِّرْعَةُ الدِّينُ، والمنْهاجُ السُّنَّةُ. وقَرَأ: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا﴾ [الشورى: ١٣]. قال: فنوحٌ أَوَّلُهم، وأنت آخِرُهم (٤).

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾: بكُتُبِهم (٥).

وأَوْلَى هذه الأقوالِ عندَنا بالصوابِ قولُ مَن قال: معنى ذلك: يومَ ندْعو كلَّ أُناس بإمامهم الذي كانوا يَقْتَدون به، ويَأْتَمُّون به في الدنيا؛ لأن الأغْلَبَ مِن استعمالِ العربِ "الإمامَ" فيما ائْتُمَّ واقْتُدِىَ به، وتوجيهُ معاني كلامِ اللهِ إلى الأَشْهَرِ أوْلَى، ما لم تَثْبُتْ حُجَّةٌ بخلافِه يَجِبُ التسليمُ لها.


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٥/ ١٠٩.
(٢) في م: "فيه أمرى".
(٣) في م، ت ١، ت ٢، ف: "يحيى".
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٩٦ عن ابن زيد مقتصرا على أوله.
(٥) في م: "بكتابهم". والأثر في تفسير مجاهد ص ٤٣٩.