للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾. يقولُ: ولا يَجعَلْ اللَّهِ (١) شَريكًا في عبادته إيَّاه، وإنما يكون جاعلا له شريكًا بعبادته إذا راءَى بعمله الذي ظاهِرُه أَنَّه للَّهِ، وهو مريدٌ به غيره.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا عُمَرُ (٢) بنُ عُبيدٍ، عن عطاء، عن سعيد بن جبيرٍ (٣): ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾. [قال: لا يُرائي بعبادة ربِّه أحدًا] (٤).

حدثنا ابن بشَّارٍ، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان: ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾. قال: لا يُراثى.

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبَرنا عبد الرزَّاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن عبد الكريم الجَزريِّ، عن طاوس، قال: جاء رجلٌ، فقال: يا نبيَّ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّ الجهاد في سبيل الله، وأُحِبُّ أن يُرَى مَوْطِنى ويُرَى مَكانِي. فأنزَل الله ﷿: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)(٥).


(١) في ص، م، ت ١، ف: "له".
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "عمرو". وهو خطأ. تنظر ترجمته، تهذيب الكمال ١/ ٤٥٤.
(٣) بعده في م، ت ١، ف: "عن ابن عباس".
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ف.
والأثر أخرجه هناد في الزهد ٤٣٥٢، والبيهقي في الشعب (٦٨٥٥) من طريق عمر بن عبيد. وهو في تفسير الثورى ص ٨٠ من طريق آخر عن سعيد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٥٥ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤١٤، وأخرجه الحاكم ٤/ ٣٢٩ من طريق معمر، وعزاه السيوطي في =