للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ تعالى ذكرُه: وأما من من أُعطِى كتابَه منكم أيُّها الناسُ يومئذٍ وراءَ ظهرِه، وذلك أنْ جعَل يدَه اليمنى إلى عنقِه، وجعَل (١) الشمالَ من يديه وراءَ ظهرِه (٢)، فيتناولُ كتابَه بشمالِه من وراءِ ظهرِه؛ ولذلك وصَفهم جلَّ ثناؤُه أحيانًا أنهم يُؤْتَوْن كُتبَهم بشمائِلهم، وأحيانًا أنهم يُؤتَونها من وراءِ ظهورِهم.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ﴾. قال: يجعلُ يدَه من وراءِ ظهرِه (٣).

وقولُه: ﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا﴾. يقولُ: فسوف ينادِى بالهلاكِ؛ وهو أن يقولَ: واثُبوراه، واويلاه. وهو من قولِهم: دعا فلانٌ لهفَه. إذا قال: والهفاه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

وقد ذكرنا معنى الثبورِ فيما مضى بشواهده، وما فيه من الرواية (٤).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿يَدْعُو ثُبُورًا﴾، قال: يدعو بالهلاكِ (٥).


(١) في ص، ت ٣: "يجعل"، وفى ت ١، ت ٢: "تجعل".
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) تفسير مجاهد ص ٧١٤، ومن طريقه الفريابي - كما في التغليق ٤/ ٣٦٤ - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٢٩، ٣٣٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث.
(٤) ينظر ما تقدم في ١٥/ ١٠٨، ١٧/ ٤١٠.
(٥) تقدم في ١٥/ ١٠٨، ١٧/ ٤١١.