للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو جعفرٍ : يعنى جلَّ ثناؤُه بقولِه: ﴿وَالْمَوْقُوذَةُ﴾: والميتةُ وَقيذًا. يُقالُ منه: وقَذَه يَقِذُه وقْذًا، إذا ضرَبه حتى أشْفَى (١) على الهَلاكِ. ومنه قولُ الفَرَزْدقِ (٢):

شَغَّارَةٍ تَقِذُ الفَصِيلَ برِجُلِها … فَطَّارَةٍ لِقَوادِمِ الأبكارِ

وبنحوِ ما قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليّ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَالْمَوْقُوذَةُ﴾. قال: الموقوذةُ التي تُضْرَبُ بالخشبِ حتى يَقذَها فتموتَ (٣).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَالْمَوْقُوذَةُ﴾: كان أهلُ الجاهليةِ يَضْرِبونها بالعصِيِّ حتى إذا ماتَت أكلوها (٣).

حدَّثنا محمد بنُ بشارٍ، قال: ثنا روحٌ، قال: ثنا سعيدٌ (٤)، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَالْمَوْقُوذَةُ﴾. قال: كانوا يَضْرِبونها حتى يَقِذوها ثم يَأْكُلوها.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أَخْبَرَنا عبد الرزاقِ، قال: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَالْمَوْقُوذَةُ﴾: التي تُوقَذُ فتَموتُ (٥).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبو خالدٍ الأحْمرُ، عن جُوَيْبرٍ، عن الضحاكِ، قال:


(١) في ص، ت ٢، م: "أشرف" وهما بمعنى.
(٢) ديوانه ص ٤٥٢.
(٣) تقدم تخريجه في الصفحة السابقة.
(٤) في ص، م، ت ٢: "شعبة".
(٥) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٨٣.