للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالله، واتبعَ النور الذي أُنزِلَ معه (١).

يريد قتادة بقوله: فما نقموا إلا أنْ حَسَدوا نبيَّ اللَّهِ. أن اليهود كان مجيء (٢) محمدٍ بما جاء به من عند الله رحمةً عليهم لو اتَّبعوه؛ لأنَّه جاء بوضع الإصْرِ والأغلال عنهم فحملهم الحسد على الكفر به، وترك قبول التخفيف، لغلبة خِذْلانِ الله عليهم.

القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾.

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : قل يا محمد للناس كلِّهم: ﴿إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ لا إلى بعضكم دون بعض، كما كان من قَبلى مِن الرسل يُرسَلُ إلى بعض الناس دونَ بعض، فمَن كان منهم (٣) أُرسل كذلك، فإن رسالتي ليست إلى بعضكم دونَ بعض، ولكنها إلى جميعكم.

وقوله: ﴿الَّذِي لَهُ﴾ من نعتِ اسم [اللَّهِ﴾.

وإنما معنى الكلام: قل ياأيها الناسُ إلى رسولُ الله الذي له ملك السماواتِ والأرض إليكم.

ويعنى جل ثناؤه بقوله: ﴿الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: الذي له سلطان السماوات والأرض وما فيهما، وتدبير ذلك وتصريفه، ﴿لَا إلَهَ إِلَّا هُوَ﴾. يقول: لا ينبغى أن تكونَ الألوهة والعبادة إلا له جلَّ ثناؤه، دونَ


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٨٥ من طريق يزيد به.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٣) في الأصل: "منكم".