للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد رُوِي عن ابنِ عباسٍ أن أولَ ما نزَل جبريلُ [على النبيِّ علَّمه الاستعاذةَ] (١).

حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: حدَّثنا بشرُ بنُ عُمارةَ، قال: حدَّثنا أبو رَوْقٍ، عن الضَّحَّاكِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عباسٍ، قال: أولُ ما نزَل جبريلُ على محمدٍ قال: يا محمدُ استعِذْ (٢)، قُلْ: أسْتَعِيذُ بالسميعِ العليمِ مِن الشيطانِ الرجيمِ. ثم قال: قُلْ: بسمِ اللَّهِ الرحمنِ الرحيمِ. ثم قال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١]. قال عبدُ اللَّهِ: وهي أولُ سورةٍ أنزلها اللَّهُ على محمدٍ بلسانِ جبريلَ، فأمَره أن يَتَعَوَّذَ باللهِ دونَ خَلْقِه (٣).

القولُ في تأويلِ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.

القولُ في تأويلِ قولِه (٢): ﴿بِسْمِ﴾.

قال أبو جعفرٍ: إن اللَّهَ تعالى ذكرُه وتقدَّست أسماؤُه أدَّب نبيَّه محمدًا بتعليمِه تقديمَ ذكرِ أسمائِه الحُسْنَى أمامَ جميعِ أفعالِه، وتقَدَّم إليه في وَصفِه بها قبلَ جميعِ مُهِمَّاتِه، وجعَل ما أدَّبه به مِن ذلك وعلَّمه إياه، منه لجميعِ خلقِه سُنَّةً يَسْتَنُّون بها، وسبيلًا يَتَّبِعونه عليها، في (٤) افتتاحِ أوائلِ مَنْطِقِهم، وصدورِ رسائلِهم وكتبِهم وحاجاتِهم، حتى أغْنَت دلالةُ ما ظهَر مِن قولِ القائلِ: ﴿بِسْمِ


(١) في ص: " بالاستعاذة".
(٢) سقط من: م، ت ٢.
(٣) ذكره السيوطي في تدريب الراوي ١/ ٦٢ عن بشر بن عمارة، وعزاه إلى المصنف.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٥، ٢٦ (١، ٤، ٦)، والواحدي في أسباب النزول ص ١٠ من طريق أبي كريب به.
وقال ابن كثير في تفسيره ١/ ٢٩: وهذا الأثر غريب، وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده ضعفا وانقطاعا.
(٤) في ص، ت ٢: "فيه".