للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اختلَف أهلُ التأويل في صفةِ حَمْلِ الملائكةِ ذلك التابوتَ؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: تَحْمِلُه بين السماءِ والأرضِ حتى تَضَعَه بينَ أَظْهُرِهم.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حدَّثني حَجّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال: قال ابنُ عباسٍ: جاءت الملائكةُ بالتابوتِ تحمِلُه بين السماءِ والأرضِ وهم ينظُرون إليه، حتى وضَعَته عندَ طالوتَ (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخْبرَنا ابن وَهْبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: لمَّا قال لهم - يعنى النبيُّ لبنى إسرائيل -: ﴿وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ﴾. قالوا: فمَن لنا بأن الله هو آتاه هذا؟ ما هو إلا لهَواكَ فيه. قال: إن كنتم قد كذَّبتمونى واتَّهَمْتمونى فَإِنَّ ﴿آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ الآية. قال: فنزلت الملائكةُ بالتابوتِ نهارًا ينظُرون إليه عيانًا، حتى وضَعوه بين أظهُرِهم، فأقرُّوا غيرَ راضين، وخرَجوا ساخِطين. وقرَأ حتى بلَغ: ﴿وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (١).

حدَّثني موسى، قال: حدَّثنا عمرٌو، قال: حدَّثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ، قال: لمَّا قال لهم نبيُّهم [ما قال لهم] (٢): ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾. قالوا: فإن كنتَ صادِقًا، فأتِنا بآيةٍ أن هذا مَلِكٌ. قال: ﴿إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ﴾. وأصبح التابوتُ وما فيه في


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٦٩.
(٢) سقط من: م.