للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأدِلَّتى وحُجَجِي، اذْهَبا إلى فرعونَ بها، إنه تَمرَّد في ضلالِه وغيِّه، فأبْلِغاه رسالتي، ﴿وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي﴾. يقولُ: ولا تَضْعُفا في أن تَذْكُراني فيما أمَرْتُكما ونَهَيْتُكما، فإن ذكْرَكما إياى يُقَوِّى عَزائمَكما، ويُثَبِّتُ أفدتَكما (١)؛ لأنكما إذا ذكَرْتُماني، ذكَرْتُما منى عليكما نعمًا جَمَّةً، ومِننًا لا تُحْصَى كثرةً.

يقالُ منه: ونَى فلانٌ في هذا الأمرِ، وعن هذا الأمرِ. إذا ضعُف، وهو يَنِى وَنًى، كما قال العَجَّاجُ (٢):

فما ونَى محمدٌ مُذْ أَن غَفَرْ … له الإلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَلَا تَنِيَا﴾. يقولُ: لا تُبْطِئا (٣).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي﴾. يقولُ: ولا تَضْعُفا في ذكرى (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ


(١) في ص، م، ت ١، ت ٣، ف: "أقدامكما".
(٢) ديوانه ص ٨.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠١ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠١ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.