للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمرِ، كُتِب له كأحسنِ ما كان يعملُ في شبابِه وصحتِه، فهو قولُه: ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ (١).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن حمادٍ، عن إبراهيمَ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾: فإنه يُكتبُ له من الأجرِ مثلُ ما كان يعملُ في الصحةِ.

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن حمادِ بن أبى سليمانَ، عن إبراهيمَ مثلَه.

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن حمادٍ، عن إبراهيمَ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾. قال: إذا بلَغ من الكبرِ ما يَعْجِزُ عن العملِ، كُتِب له ما كان يعملُ.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾، فإنه يُكتَبُ لهم حسناتُهم، ويُتجاوَزُ لهم عن سيئاتِهم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا حَكَّام، عن عمرٍو، عن عاصمٍ، عن أبي رَزِينٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾. قال: هم الذين أدرَكهم الكبرُ؛ لا يُؤْخَذون (٢) بعملٍ عَمِلوه في كبرِهم وهم هَرْمَى لا يعقِلون (٣).


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٧ إلى الفريابى وعبد بن حميد.
(٢) في م: "يؤاخذون".
(٣) تقدم تخريجه في ص ٥١١.