للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ بشار، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن ليثٍ، عن طاوسٍ، عن أبي هريرةَ قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ﴾. قال: [نزَلت هذه الآيةُ في هذه الأمةِ] (١).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى، عن سفيانَ، عن ليثٍ، عن طاوسٍ، عن عن أبي هريرة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾. قال: هم أهلُ الصلاةِ (٢).

حدَّثني سعيدُ بنُ عمرٍو السَّكُونيُّ، قال: ثنا بقيةُ بن الوليدِ، قال: كتَب إليَّ عَبَّادُ بن كثيرٍ، قال: ثنى ليثٌ، عن طاوسٍ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ في هذه الآيةِ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾: "وليسوا منك، هم أهلُ البدَعِ وأهلُ الشُّبُهات، وأهلُ الضَّلالة، مِن هذه الأمةِ" (٣).

والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندى أن يقال: إن الله أَخْبَر نبيَّه أنه بَرئٌ ممَّن فارَق دينَه الحقَّ وفرَّقه، وكانوا فِرَقًا فيه وأحزابًا شِيَعًا، وأنه ليس منهم ولا هم منه؛ لأن دينَه الذي بعَثه اللهُ به هو الإسلامُ دينُ إبراهيمَ الحَنيفيةُ، كما قال له ربُّه وأمَرَه أن يقولَ: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ١٦١].


(١) في ص، ت ٢، س، ف: "نزلت في هذه الأمة، أو في هذه الأمة، وفى ت ١: "نزلت هذه في الأمة". والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٢٩ (٨١٥١) من طريق عبد الرحمن به، وأخرجه أشيب في جزئه ١/ ٦٨ من طريق طاوس به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٧٢ عن سفيان به، وذكره البخاري في خلق أفعال العباد ص ٦٧ عن طاوس به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٦٣ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وأبى الشيخ وابن مردويه.
(٢) في م، س: "الضلالة".
(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (٦٦٤) من طريق طاوس به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٧٢ عن المصنف، وقال: هذا الإسناد لا يصح، فإن عباد بن كثير متروك. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٦٣ إلى الحكيم الترمذى والشيرازى في الألقاب وابن المنذر. وينظر علل الدارقطني ٨/ ٣٢١.