للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نَجيحٍ، عن مجاهد: ﴿فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾. قال: تبديلُ اليهود التوارة (١).

القولُ في تأويل قوله: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨٨)﴾.

اختلف أهلُ التأويل في تأويل ذلك؛ فقال بعضُهم: عُنِى بذلك قومٌ من أهل النفاقِ كانوا يقعُدون خِلافَ رسول الله إذا غَزا العدوَّ، فإذا انصرف رسولُ الله اعتذروا إليه، وأحبُّوا أن يُحْمَدوا بما لم يفعلوا.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بن سهلٍ بن عَسكرٍ وابنُ عبدِ الرحيم البرقيُّ، قالا: ثنا ابن أبى مريمَ، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفر بن أبى كثيرٍ، قال: ثنى زيدُ بنُ أسلمَ، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدْرِيِّ، أن رجالًا من المنافقين كانوا على عهد رسول الله إذا خرَج النبيُّ إلى الغزو، تخلَّفوا عنه، وفرحوا بمقعَدِهم خِلافَ رسول الله ، فإذا قدم النبيُّ من السفر اعتذروا إليه، وأحبُّوا أن يُحْمَدوا بما لم يفعلوا، فأَنْزَل الله تعالى فيهم: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾ الآية (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخْبرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾. قال: هؤلاء المنافقون يقولون للنبيِّ : لو قد خرَجتَ لخرَجنا معك. فإذا خرَج النبيُّ


(١) تفسير مجاهد ص ٢٦٣، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٣٧ (٤٦٣٨). وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٠٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) أخرجه مسلم (٢٧٧٧) عن محمد بن سهل به، وأخرجه البخارى (٤٥٦٧)، ومسلم (٢٧٧٧)، وابن أبى حاتم في تفسيره ٣/ ٨٣٩ (٤٦٤٦)، والبيهقى في الشعب (٤٧٨٢)، والواحدى في أسباب النزول ص ١٠١ من طريق ابن أبي مريم به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٠٨ إلى ابن المنذر.