للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناسُ، لا تسألوا نبيَّكم الآياتِ، هؤلاء قومُ صالحٍ سألوا نبيَّهم أن يَبعَثَ لهم آيةً (١). فبَعَث اللَّهُ لهم الناقةَ (٢) آيةً، فكانت تَلِجُ عليهم يومَ وُرُودِهم [من هذا الفجِّ فتشرَبُ ماءَهم يومَ ورودِهم] (٣) الذي كانوا يتروَّون منه، ثم يَحلِبونها مثلَ ما كانوا يَتروَّون مِن مائِهم قبلَ ذلك لبنًا، ثم تخرُجُ من ذلك الفجِّ، فعتَوا عن أمرِ ربِّهم وعَقَروها، فوعَدَهم اللَّهُ العذابَ بعدَ ثلاثةِ أيامٍ". قال (٤): "وكان وعدًا مِن اللَّهِ غيرَ مكذوبٍ، فأهلَك اللَّهُ مَن كان منهم في مشارقِ الأرض ومغاربِها، إلا (٥) رجلًا واحدًا كان في حَرَمِ اللَّهِ، فمنَعَه حَرَمُ اللَّهِ مِن عذابِ اللَّهِ". قالوا: ومَن ذلك الرجلُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: "أبو رِغالٍ" (٦).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ (٧) كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (٦٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وأصابَ الذين فَعَلوا ما لم يكنْ لهم فعلُه، مِن عَقرِ ناقةِ اللَّهِ وكفرِهم به - الصيحةُ، ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾: قد جَثَمتهم المَنايا، وتَرَكَتهم خمودًا بأفْنيتِهم.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿الصَّيْحَةُ


(١) بعده في ت ٢: "فبعث الله لهم آية".
(٢) في الأصل: "ناقة".
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٥) في ص، ت ٢، س، ف: "ليس"، وبعده في ت ١: "إلّا".
(٦) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٣١، ٢٣٢ سندًا ومتنًا.
(٧) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "ثمودا". بالتنوين، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر والكسائي. السبعة لابن مجاهد ص ٣٣٧.