يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿قَالَ﴾ يعقوبُ لهم: ﴿إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ﴾ معكم إلى الصحراءِ؛ مخافةً عليه من الذئبِ أن يَأْكُلَه، ﴿وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ لا تَشْعُرون به.
وفى الكلامِ متروكٌ حُذِف ذكرُه اكتفاءً بما ظهَر عما تُرِك، وهو:"فَأَرْسَلَه معهم"، ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا﴾. يقولُ: وأُجْمِع رأيُهم، وعزَموا على أن يَجْعَلُوه في غيابةِ الجُبِّ، كما حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا عمرُو بنُ محمدٍ، عن أسباطَ، عن السديِّ قولَه: ﴿إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ﴾ الآية. قال: قال: لن أُرْسِلَه معكم، إنى أَخافُ أن يَأْكُلَه الذئبُ وأنتم عنه غافِلون. ﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (١٤)﴾. فأَرْسَلَه معهم، فأخْرَجوه وبه عليهم كَرامةٌ؛ فلما برَزوا به إلى البَرِّيَّةِ، أظْهَروا له العَداوةَ، وجعَل أخوه يَضْرِبُه،