للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السديِّ: ﴿وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ﴾: أما الإثم فالمعصيةُ، والبغىُ أن يبغى على الناس بغيرِ الحقِّ (١).

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيز، قال: ثنا أبو سعدٍ، قال: سمعتُ مجاهدًا في قوله: ﴿مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ﴾. قال: نهى عن الإثم، وهى المعاصى كلُّها، وأخْبَر أن [الباغى بَغْيُه] (٢) كائنٌ على نفسه.

القولُ في تأويل قوله: ﴿وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٣)﴾.

يقول جلَّ ثناؤه: إنما حرَّم ربى الفواحش والشرك به؛ أَن تَعْبُدوا مع اللَّهِ إلهًا غيره، ﴿مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾. يقولُ: حرم ربُّكم عليكم أن تجعلوا معه في عبادته شِركًا لشيءٍ لم يَجْعَلْ لكم في إشراككم إياه في عبادته حجةً ولا بُڑرهانًا، وهو السلطانُ، ﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾. يقولُ: وأن تقولوا: إن اللَّهَ أَمَرَكم بالتعرِّى والتجرُّد للطواف بالبيتِ، وحرَّم عليكم (٣) أكل هذه الأنعام التي حرَّمتُموها وسيَّبتُموها، وجَعَلْتُموها وصائل وحوامى، وغير ذلك مما لا تَعْلَمون أن الله حرَّمه، أو أمر به، أو أباحه، فتُضيفوا إلى الله تحريمه وحَظْرَه والأمر به، فإن ذلك هو الذي حرَّمه الله عليكم، دونَ ما تَزْعُمون أن الله حرَّمه، أو تقولون إن الله أمركم به، جهلًا منكم بحقيقة ما تقولون وتُضيفونه إلى الله.

القول في تأويل قوله: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤)﴾.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٧١ (٨٤٢٢، ٨٤٢٣) من طريق أحمد بن المفضل به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨١ إلى أبى الشيخ.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣ س ف: "اكتفى بغيه".
(٣) في ص، ت ١، ت،٢ ت ٣ س: "علينا".