للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالقتال إلا أن يُؤْمِنوا (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن مجاهد قوله: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾. قال: أهلُ العهدِ: مُدْلِجٌ، والعربُ الذين عاهَدهم، ومَن كان له عهدٌ. قال: أقبَل رسولُ اللهِ مِن تَبوكَ حينَ فَرَغ منها وأرادَ الحَجَّ، ثم قال: "إنَّه يَحْضُرُ (٢) البيتَ مُشْرِكون يَطُوفون عُرَاةً، فلا أُحِبُّ أن أَحُجَّ حتى لا يكونَ ذلك". فأرسَل أبا بكرٍ وعليًّا، ، فَطافا بالناس بذى المجَازِ، وبأمْكِنتِهم التي كانوا يَتَبايعون بها، وبالموسم كلِّه، وآذَنُوا أصحابَ العهدِ بأن يأمَنوا أربعةَ أشهرٍ، فهى (٣) الأشهرُ الحرُمُ المُنْسَلِخاتُ المُتوالياتُ: عشرون مِن آخِرِ ذى الحِجَّةِ إلى عَشْرٍ يَخُلُونَ مِن شهرِ ربيعٍ الآخرِ، ثم لا عهدَ لهم. وآذَن الناس كلَّهم بالقِتالِ إلا أن يُؤْمِنوا. فَآمَن الناس أجمعون حينَئذٍ، ولم يَسِحْ أحدٌ. قال: حينَ رَجَع مِن الطائفِ، ومَضَى مِن فَوْرِهِ ذلك فغَرَا تبوكَ، بعدَ إذ جاء إلى المدينةِ.

وقال آخرون ممن قال: ابتداءُ الأجلِ لجميعِ المشركين وانقضاؤه كان واحدًا؛ كان ابتداؤه يومَ نَزَلَت "براءةُ"، وانقضاؤه انقضاءَ الأشهرِ الحُرُمِ، وذلك انقضاءُ المُحَرَّمِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأَعْلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثَوْرٍ، عن مَعْمَرٍ، عن


(١) تفسير مجاهد ص ٣٦٣، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٤٦ (٩٢١٧، ٩٢٢٠) من طريق ابن أبي نجيح به.
(٢) في ص، ت ١، س: "حضر".
(٣) في م، ت ١، ت ٢، س: "في".