للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْأَعْلَى﴾. فأخَذه اللهُ بكلمتَيْه كلتيهما، فأَغْرَقه في اليَمِّ (١).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى﴾. قال: اختلفوا فيها، فمنهم من قال: نَكَالَ الآخرةِ مِن كلمتيه والأولى؛ قولُه: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾، وقولُه: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾. وقال آخرون: عذابَ الدنيا، وعذاب الآخرةِ، عجَّل اللهُ له الغرقَ، مع ما أعَدَّ له من العذابِ في الآخرةِ.

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن الأعمشِ، عن خَيْثمةَ الجُعْفيِّ، قال: كان بين كلِمتىْ فرعونَ أربعون سنةً؛ قولِه: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾. وقولُه: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ (٢).

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن ثُوَيْرٍ، عن مجاهدٍ، قال: مكَث فرعونُ في قومِه بعدَ ما قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾. أربعين (٣) سنةً.

وقال آخرون: بل عُنى بذلك: فأَخَذَه اللهُ نَكالَ الدنيا والآخرةِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا هَوْذةُ، قال: ثنا عوفٌ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى﴾. قال: الدنيا والآخرة.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، عن الحسنِ: ﴿فَأَخَذَهُ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١٣ إلى عبد بن حميد.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٤٦ عن سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١٣ إلى ابن المنذر.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أربعون".