للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نحن، أيُّها الناسُ، بما نُنْزِلُ مِن السماءِ مِن ماء - ﴿أَزْوَاجًا﴾. يعنى: ألوانًا ﴿مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى﴾. يعني: مختلفةِ الطُّعومِ والأَراييح والمنظرِ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عباس قوله: ﴿مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى﴾. يقولُ: مختلفٍ (١).

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (٥٤)﴾.

يقول تعالى ذكره: كُلُوا أيُّها الناسُ من طيِّب ما أُخْرَجْنا لكم بالغيث الذي أنْزَلَناه من السماء إلى الأرض من ثمار ذلك وطعامه، وما هو من أقواتكم وغذائكم، وارْعَوْا فيما هو أزراقُ بهائمكم منه وأقواتُها - أنعامكم، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ﴾. يقول: إن فيما وصفتُ في هذه الآية من قدرة ربَّكم، وعظيم سلطانه ﴿لَآيَاتٍ﴾. يعنى: لدلالاتٍ وعلاماتٍ تَدُلُّ على وحدانية ربِّكم، وأن لا إله لكم غيرُه - ﴿لِأُولِي النُّهَى﴾. يعنى: أهل الحِجَا والعقولِ.

والنُّهَى جمعُ نُهْيَةٍ، كما الكُشَى جمع كُشْبَةٍ. والكُشَى شحمةٌ تكون في جوفِ الضَّبِّ، شبيهةٌ بالسُّرَّة.

وخصَّ تعالى ذكرُه بأن ذلك آياتٌ لأُولى النُّهَى؛ لأنهم أهل التفكُّرِ والاعتبارِ، وأهل التدبر والاتِّعاظ.

القول في تأويل قوله عزَّ ذكرُه: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠٢ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.