للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يَنالوا شيئًا مما كانوا يَأْمَلون (١).

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾. يقولُ: يُخْزيَهم ﴿فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ﴾ (٢).

حُدِّثت عن عَمَّارٍ، عن ابنِ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ مثلَه (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (١٢٨)﴾.

يعنى بذلك تعالى ذكرُه: ليَقْطَعَ طَرَفًا من الذين كفَروا، أو يكبتَهم، أو يتوبَ عليهم، أو يعذبَهم، فإنهم ظالمون، ليس لك من الأمرِ شيءٌ. فقولُه: ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾. منصوبٌ عطفًا على قولِه: ﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾.

وقد يَحتمِلُ أن يكونَ تأويلُه: ليس لك من الأمرِ شيءٌ حتى يتوبَ عليهم. فيكونَ نصبُ ﴿يَتُوبَ﴾ بمعنى "أو" التي هي في معنى "حتى".

والقولُ الأولُ أولى بالصوابِ؛ لأنه لا شيءَ من أمرِ الخلقِ إلى أحدٍ سوى خالقِهم قبلَ توبةِ الكفارِ وعقابِهم، وبعدَ ذلك.

وتأويلُ قولِه: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾: ليس إليك يا محمدُ من أمرِ خلقى إلا أن تُنفِذَ فيهم أمرى، وتَنتهىَ فيهم إلى طاعتى، وإنما أَمْرُهم إليَّ، والقضاءُ فيهم بيدى دونَ غيرِى، أقضِى فيهم، وأحكمُ بالذى أشاءُ، من التوبةِ على من كفَر


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ١٠٨، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٥٦ (٤١٢٣) من طريق سلمة به.
(٢) ذكره ابن أبى حاتم فى تفسيره ٣/ ٧٥٦ عقب الأثر (٤١٢١) معلقا.
(٣) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ٣/ ٧٥٦ (٤١٢١) من طريق ابن أبي جعفر به.